قد نتعامل مع عميل يقول إنه يسعى لتحقيق هدف معين، لكنه يتجنب ذلك باستمرار – ولا يكمل إجراءاته المطلوبة. بدلاً من الوقوع في فخ التلاعب أو الضغط، يمكننا إدراك أن حياتنا اليوم مليئة بالتعقيدات، ومحاولة تحقيق الأهداف قد تكون لها تداعيات تمتد إلى مجالات أخرى. أحياناً، نتسرع في تحديد الأهداف أو السعي لتحقيقها دون أن نأخذ خطوة للوراء لنرى مدى ملاءمة هذه الأهداف مع الصورة الأكبر لحياتنا.
لذا، عندما يكون لديك عميل لا يكمل إجراءاته، بدلاً من الدخول في صراع معه، يمكنك استكشاف ما يُعرف بـ”بيئة الهدف.”
لماذا بيئة الهدف؟
تحققنا من “بيئة الهدف” يساعد العملاء على النظر في الآثار الأوسع لتحقيق الأهداف، وتقييم مدى انسجامها مع أسلوب حياتهم، التزاماتهم، أولوياتهم، وعلاقاتهم. الهدف هنا ليس فقط ضمان تحقيق الأهداف ولكن أن تكون هذه الأهداف ملائمة ومتكاملة مع حياة العميل.
لنستعرض معًا ثلاثة عوامل رئيسية قد تمنع العميل من إكمال إجراءاته، بالإضافة إلى بعض الأسئلة التي يمكن أن تساعد في استكشاف هذه العوامل:
3 عوامل رئيسية للأهداف البيئية
1.التوافق
- عندما لا تتماشى أهدافنا مع قيمنا أو أعماق ذواتنا، نميل إلى تخريب أنفسنا. لذا من المهم التحقق من:
- هل هذا الهدف هو ما يريده العميل حقًا؟ أم أنه هدف قديم أو حتى هدف يخص شخصًا آخر؟
- هل الهدف يتناسب مع قيم العميل ومن هو كشخص؟
أحيانًا يكون الهدف مفروضًا من قبل عائلة أو شريك. أو قد يكون نتيجة لضغوط خارجية لا يؤمن بها العميل حقًا.
الأسئلة التي يمكنك طرحها:
- ما مدى أهمية هذا الهدف بالنسبة لك شخصيًا؟ (استخدم مقياسًا من 1 إلى 10)
- كيف يتوافق هذا الهدف مع قيمك الشخصية؟ (استخدم مقياسًا من 1 إلى 10)
- لنفترض أنك قد حققت هذا الهدف الآن، كيف تشعر؟ ماذا ترى وتسمع وتقول لنفسك؟
- إذا كان بإمكانك تحقيق هذا الهدف الآن، هل ستتخذه؟ إذا لم يكن كذلك، فلماذا؟
2. التأثيرات الشخصية غير المتوقعة
قد يكون للعميل الرغبة في تحقيق الهدف، لكن حياتهم قد تكون مزدحمة أو معقدة بشكل يمنعهم من اتخاذ خطوات لتحقيقه. لذا، من المهم تقييم ما إذا كان لدى العميل الوقت أو الطاقة اللازمة لتحقيق هذا الهدف.
الأسئلة التي يمكنك طرحها:
- ما هي المجالات الأخرى في حياتك التي قد تتأثر بهذا الهدف؟
- كيف يتماشى هذا الهدف مع أولوياتك وأسلوب حياتك الحالي؟
- كيف تشعر عند التفكير في الجهد الإضافي المطلوب لتحقيق هذا الهدف؟
- ما هو الثمن الذي يجب دفعه لتحقيق هذا الهدف؟ هل أنت مستعد لدفعه؟
3. تأثيرات العلاقة
في بعض الأحيان، نخشى أن يسبب تحقيق أهدافنا مشاكل في علاقاتنا مع الآخرين. لذا من المهم مساعدة العميل على التفكير في كيفية تأثير تحقيق الهدف على علاقاته مع من حوله.
الأسئلة التي يمكنك طرحها:
- من في حياتك سيتأثر بتحقيق هذا الهدف؟ وكيف يؤثر ذلك على شعورك تجاهه؟
- كيف سيكون رد فعل الآخرين تجاه تحقيقك لهذا الهدف؟
- من في حياتك قد يشعر بالتهديد إذا حققت هذا الهدف؟
- كيف يمكن أن تتحسن علاقاتك مع تحقيق هذا الهدف؟ وكيف يمكن أن تتأثر سلبًا؟
الخطوات التالية
من خلال استكشاف “بيئة الهدف”، نتمكن من تحديد العوائق التي قد تتطلب تعديلات بسيطة أو حتى إعادة تحديد الهدف بالكامل. قد يتطلب ذلك:
- تعديل الطموحات أو الجداول الزمنية لتحقيق الهدف.
- تغيير مستوى التزام العميل وإعطاء الأولوية للهدف.
- تقليص حجم الأهداف إلى خطوات أصغر وأكثر قابلية للتنفيذ.
- إشراك أشخاص آخرين أو اتخاذ قرارات بشأن المضي قدمًا في الهدف بغض النظر عن آراء الآخرين.
الخلاصة
مساعدة العملاء على استكشاف بيئة الهدف هي جزء أساسي من عملية الكوتشينغ. من خلال رفع مستوى وعيهم بالصورة الأكبر لحياتهم، نساعدهم على تعديل أهدافهم وأفعالهم لتتناسب مع تلك الصورة. هذا لا يزيد من التزامهم فحسب، بل يعزز أيضًا فرص نجاحهم في تحقيق الأهداف.