يُعد طرح الأسئلة جزءًا أساسيًا في عملية الكوتشينغ، فهو ليس مجرد استفسار عادي، بل هو وسيلة عميقة للتواصل مع العميل وفهمه. من خلال تجربتي، اكتشفت أن الأسئلة التي تجمع بين الإبداع والقوة تعتبر واحدة من أهم الأدوات التي يمكن للكوتش استخدامها. الأسئلة الجيدة تساعد العميل على التعلم، الاكتشاف، والتطور. وعند دمجها مع مهارات أخرى مثل الملاحظات الدقيقة، تحدي الأفكار، وملاحظة الأنماط السلوكية، تصبح الأسئلة وسيلة قوية لتعزيز فهم العميل لنفسه ورؤيته للعالم.

عندما نخصص الأسئلة ونجعلها تتناسب مع لغة العميل الخاصة وطريقته في التعبير، فإننا نمنحه فرصة أعمق للتفاعل مع أفكاره ومشاعره وقيمه وتطلعاته.

“طرح الأسئلة يتطلب شجاعة أكثر من تقديم النصائح أو الإجابات الجاهزة. إنه يمنح الشخص الآخر الفرصة ليكتشف طريقه الخاص، ويرتكب أخطائه، ويصنع حكمته بنفسه. وهذا يتطلب منا شجاعة في أن نتركه يخوض هذه التجربة دون أن نتدخل.”

اسأل ولا تخبر: دروس من علم الأعصاب

تصور أن تطرح أسئلة تجذب انتباه العميل وتدفعه للاستكشاف والتعلم والنمو. دروس علم الأعصاب في مجال الكوتشينغ توضح أن هناك أسبابًا علمية تجعل الأسئلة الفعالة تفتح أفقًا جديدًا للتفكير.

من خلال مفهوم “المرونة العصبية”، نعلم أن الدماغ لديه القدرة على التغير الفعلي ليتكيف مع التفكير الإبداعي واكتساب المعرفة. وعند طرح الأسئلة، تبدأ خلايا الدماغ في التحرك وتنشط الاتصالات العصبية، مما يسمح للعقل بتكوين أفكار ورؤى جديدة.

ما الذي يحدث عندما نطرح سؤال الكوتشينغ ؟

عندما نتحدث عن “سؤال الكوتشينغ”، نقصد السؤال الذي يحفز التفكير، ويولّد فضولًا، ويفتح آفاقًا جديدة. هذا النوع من الأسئلة ليس مجرد توجيه أو طلب إجابة بسيطة، بل هو أداة تشجيع للتفكير العميق.

علم الأعصاب ودوره في طرح الأسئلة:

عند طرح سؤال قوي في جلسة الكوتشينغ، يبدأ دماغ العميل في النشاط الكامل، مما يؤدي إلى إفراز هرمون السيروتونين، الذي يعزز المزاج ويساعد على تحفيز التفكير الإبداعي. هذا الأمر يمكّن العميل من الوصول إلى رؤى وحلول جديدة، بدلًا من تقديم الحلول الجاهزة. والأسئلة تحفّز الدماغ على البحث عن إجابات، ما يولد طاقة تدفع العميل للتحرك نحو الحلول.

“تعلم أن تتعرف على اللحظة التي تطرح فيها السؤال، حيث يسود الصمت للحظة، وتبدأ تلك اللحظة التي ترى فيها الشخص يحاول التفكير والوصول إلى الإجابة. هذه اللحظة هي المكان الذي تُخلق فيه الروابط العصبية الجديدة.”

7 ممارسات فعالة لطرح الأسئلة :

الأسئلة التي نطرحها يمكن أن تفتح عوالم جديدة أمام العميل وتزيد من رؤيته للأمور.

يمكن لأسئلة الكوتشينغ أن:  

• تركز الانتباه
• تعزز الفضول
• تثير الوعي والبصيرة
• تقدم وجهات نظر وإمكانيات جديدة
• تحفز التفكير واتخاذ خطوات جديدة
• توسع الإمكانات والقدرات
• تشجع على الالتزام

إليك 7 ممارسات تساعدك في طرح أسئلة فعالة تعزز الوعي الذاتي والتطور الشخصي لدى العميل:

1. اجعل سؤالك يخرج بشكل طبيعي نابعًا من استماعك العميق وفضولك الحقيقي.
2. اطرح سؤالًا واحدًا في كل مرة.
3. امنح العميل مساحة للتفكير في السؤال، فالصمت أحيانًا هو ما يمنح السؤال قوته.
4. استخدم الأسئلة المفتوحة لتعزيز التفكير والاتصال العصبي.
5. استخدم الأسئلة المغلقة عند الحاجة للتركيز على موضوع محدد.
6. ركز على الإمكانات والفرص بدلاً من البحث عن إجابات جاهزة.
7. استخدم الأسئلة المرتبطة بالجسد لمساعدة العميل على أن يصبح أكثر وعيًا بما يحدث داخله، مثل “ما الذي تشعر به في جسدك وأنت تتحدث؟” أو “ما الأحاسيس التي تنتابك في هذه اللحظة؟”